إن إطلاق المصطلحات على عواهنها يكرّس اللبس ويخلط الأوراق، تعجبت مرة من خطيب يقول في دعائه (اللهم انصر المجاهدين في كل مكان)،
.
فسألته من تقصد بالمجاهدين؟ فقال الذين يجاهدون في سبيل الله، قلت حدد أكثر، فقال: في فلسطين، قلت ثم من؟ قال سوريا والعراق ووو...،قلت حيث يقتل المسلم اخاه المسلم باسم الجهاد، فأيهم المجاهد؟ قال كل من يجاهد لإعلاء كلمة الله، قلت وقد يحمل بعض الناس سلاحا ليقاتلك أنت باسم الجهاد... يا أخي اتقوا الله وحرّروا المصطلحات فلا توقعوا الأمة في الفتن وتحمّلوا الاسلام ما لا يعنيه...
لقد أسيئ استخدام اسم الجهاد اليوم، فيجب أن تكون كل كلمة نقولها موزونة محددة المقصد، واضحة الدلالات، لقد كان المسلمون يستخدمون (عبارة راعنا) لتسجيل حضورهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء العناية بهم، فأصبح اليهود والمنافقون يستخدمون نفس المصلح بمعنى الرعونة بلغة اليهود يقولون (يا محمد راعنا) ويضحكون بينهم للإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففطن لذلك سعد بن معاذ لأنه كان يعرف لغتهم... فأمر الله المسلمين أن يغيّروا المصطلح ويستبدلوا به مصطلحا واضحا لا لبس فيه، قال تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا...).
