قناة الجزيرة .. قراءة في المصداقية. !

2016-11-22 17:24:00


شكلت قناة الجزيرة الفضائية رواجا واملا للمواطن العربي الذي ظل لفترة طويلة من الزمن حبيس إعلام يمثل صوت صدى للأنظمة المستبدة والظلامية تحجب الحقيقة عن مواطنيها

.

ولقد بدأت في مرحلة من مراحل الأمة المفصلية في تاريخها حيث بدأت في نهاية العقد الأخير من القرن المنصرم حيث كانت الأمة في معركة كسر عظام بين الأمة والمشروع الأمريكي الصهيوني حيث إنه في تلك الفترة انتصرت المقاومة في جنوب لبنان بقيادة الشيخ حسن نصرالله و بدعم من محور المقاومة وتلاحمت القوى الفلسطينية المجاهدة في فلسطين بقيادة القائد الفلسطيني الشهيد فتح الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ورفاق معه من حركة فتح الانتفاضة وحركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و شخصيات فلسطينية أخرى مستقلة

كما أنه ظهرت في ساحات عربية عدة محاولات لصهر التنظيمات السياسية المتعددة المشارب والتوجهات في الوطن العربي في بوتقة الألفة و المحبة و توحيد الجهد لنهضة وتوحيد طاقات الأمة وكان من أبرز هذه المحاولات ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي بالجماهيرية الليبية برئاسة الشهيد محمد المجذوب المساعد الأيمن لشهيد الأمة معمر القذافي ، والمؤتمر القومي العربي في بيروت بقيادة المفكر العراقي خير دين حسيب ومؤتمر القوى الشعبية العربية في بغداد بقيادة الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين و المؤتمر الإسلامي العربي في الخرطوم بقيادة المفكر السوداني الكبير المرحوم حسن الترابي ، ولقد شكلت هذه المنابر دفعة قوية لتلاحم وتواصل بين تيارات الأمة الثلاثة، التيار الوحدوي العربي والاتجاه الإسلامي والإتجاه اليساري في خضم هاذه الأحداث والمتغيرات بثت قناة الجزيرة بشعارات مغرية ومطمأنة لؤلاءك الراغبين و الحالمين بأمل إعلامي عربي يساعد في استنهاض طاقات الأمة المعطلة منذ فترة طويلة

ورغم النبوات الكبيرة التي ظهرت في قناة الجزيرة منذ بداية بثها والتي كان من أخطرها إدخال الصهاينة لأول مرة في كل بيت عربي من خلال المقابلات التي كان يجريها جمال ريان وفيصل القاسم ممثلين للرأي العربي في مواجهة الرأي الصهيوني الذي كان يمثله مفكرين صهاينة غير أننا قد اكتشافنا بعد ذالك أن ريان والقاسم بحذف (جمال و فيصل ) بما يمثلان من احترام وتقدير من المواطن العربي اقول ان ريان و القاسم كانا يمثلان علينا لا يمثلاننا، ورغم ذالك لم تهتز ثقة المواطن العربي في الجزيرة وظل يلتمس لها احسن المخارج غير أنه في خضم ما يطلق عليه بالربيع العربي كشفت الجزيرة عن حقيقتها التي أنشأت من أجلها فأفرغت مصداقيتها التي اكتسبت في تفتيت الأمة و تفكيك أواصلها مستعينة با لفتوى المخترق وبالبرمجة المحكمة المخطط لها من وراء البحار في فبركة الصور والتضليل الإعلامي وقلب الحقائق و التشويش على عقل المتلقي وهكذا نزعت عن نفسها صفة المصداقية وصفة الرأي والرأي الآخر حيث أصبحت على رأس لائحة القنوات الأبعد عن الصدقية و المصداقية.. وللحديث بقية...

عبدالله العتيق أحمد اياهي

رئيس مركز دراسات السلم الأهلي في الوطن العربي

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122