السباق نحو "نقيب الصحفيين".. قراءة فى الأسماء والحظوظ (الحلقة الأولى والثانية)

2016-11-21 10:04:00

رغم ضعف أداء نقابة الصحفيين الموريتانيين ووجودها فى حالة قريبة من "الموت السريري" فقد فوجئ الرأي العام الوطني باتساع لائحة مرشحي منصب نقيبها للمأمورية القادمة خلافا لما عرفه تاريخ النقابة الحديث نسبيا حيث لم يشهد ترشح العدد الحالي والقابل للزيادة (حتى الآن وصل الرقم إلى 7 مرشحين من ضمنهم سيدة لأول مرة )

.

ويعيش المشهد الإعلامي فى البلاد انهيارا تاما فقد اختفت معظم الإذاعات الحرة وتعالج بقيتها سكرات الموت تماما مثل القنوات الفضائية الميتة والتى تحول بعضها إلى "آلة تدوير" تجتر موادها المسجلة على مدار الساعة أما الصحافة الورقية فقد ماتت باستثناءات مجهرية تصارع من أجل البقاء وبالنسبة للمواقع الالكترونية فهي ميتة مهنيا وأخلاقيا وماديا ومعنويا باستثناء مابين 3 إلى 5 مواقع تقاوم من أجل البقاء وتقديم مادة إعلامية يحسن السكوت عليها

وظلت نقابة الصحفيين التي انتسب لها قرابة 700 صحفي ( طبعا الصحفي هنا ليست بالمفهوم التقني الأكاديمي فهي تطلق على المعلم والممرض ورجل الأمن وصاحب البقالة ومنتحل الصفة) قوية خلال السنة الأولى من عمرها وكان للنقيب الحسين ولد مدو الدور الأبرز في تأسيسها وزراعتها داخليا وخارجيا لما يحظى به من احترام وتقدير لمكانته وشهاداته وأخلاقه وتواضعه الجم فقد كان بحق فخر الصحافة الموريتانية بما امتلكه من موهبة في التعبير والخطابة وإلمامه باللغات الأجنبية وقبل كل ذلك دماثة أخلاقه التي جمعت من حوله كل الصحفيين من مختلف المشارب الاجتماعية والسياسية والثقافية لكن البعض يعتقد أن المكتب التنفيذي للنقابة جعل من نفسه وصيا عليها وحد من صلاحيات النقيب ونفوذه خاصة وأنه لم يسع لفرض رأيه ووجوده على زملائه فترك لهم النقابة ورفض الترشح لمأمورية أخرى رغم مطالبة كل الصحفيين له بالبقاء في منصبه

انتخب نقيب جديد يختلف عن ولد امدو فى أنه نتاج لمنظومة الإعلام الرسمي ويتفق معه فى رصيد كبير من الأخلاق والتواضع وكان واضحا أن سيطرة الإعلام العمومي على النقابة ساعدت المكتب التنفيذي لها على مواصلة التحكم فيها وهو مكتب لم يكن يوما من الأيام بعيدا عن الدوائر العليا لصنع القرار سياسيا وأمنيا وماليا

دخلت النقابة سباتا عميقا فتقلصت نشاطاتها وتراجع اهتمام أعضائها بها وماتت الصحافة المستقلة التي كان صحفيوها عماد النقابة وخزانها البشري ولم تحقق النقابة شيئا أي شيء من أهدافها وباستثناء وقفات خجولة لدعم صحفي هنا أو هناك و خرجات إعلامية نادرة وفقرات مديحية رمضانية سرعان ما توقفت فلا شيء يمكن التباهي بأن النقابة حققته لمنتسبيها وللمشهد الإعلامي المحلي حتى ليخيل للمتأمل فى وضعيتها وهرمها التنفيذي أنها تقوم بدور "المخدر" إلى جانب دور "الجراح القاتل" الذي تقوم به الحكومة وأنهما نجحتا "معا" في قتل الصحافة الموريتانية عن سبق إصرار وترصد وإلا فأين هي الصحافة الموريتانية وما الذى فعلته النقابة لإحياء رميمها ...؟!!


أحمد ولد البو :

مثقف ثقافة واسعة و"أمغن" وناقد وأديب شعبي واسع الاطلاع على التراث الادبي الشعبي وهو أيضا مثقف ثقافة معاصرة عالمة يتقن مع العربية اللغة الفرنسية واللغة الصينية وله إلمام بلغات عالمية أخرى بحكم عمله لسنوات فى فرنسا والصين ترك بصمة قصيرة لكنها لاصقة على العمل الإعلامي المحلي خاصة المرئي والمسموع عبر قناتى الوطنية والمرابطون وإذاعة صحراء ميديا وواكب العديد من الصحف الورقية فى عهدها الذهبي خاصة صحيفة "أشطارى" الشعبية الساخرة وأصدر منها مع زملاء آخرين اعدادا بالفرنسية واللغات الوطنية الشعبية

يمكن له الاستفادة من تصويت الجيل القديم والجيل الحالي من الصحفيين لكنه ليس محتكا بالصحافة الالكترونية وهي قوة ضاربة فى موازين نقابة الصحفيين وانتخاباتها وقديصوت له غير المؤدلجين من الصحفيين فهو لاينتمى لاي تيار اوحزب سياسي محلي رغم ميوله اليسارية القديمة

مهدى النجاشي :

شاب خلوق وطموح يحظى باحترام زملائه من شباب الصحافة الحرة المرئية والمسموعة وتاريخه نظيف وصاحب كفاءة وحضور شخصي قوي وله تجربة لاباس بها فى الاذاعات والفضائيات الحرة فى البلاد

سيستفيد من اصوات غالبية شباب النقابة فهو يعرف ظروفهم ويحمل شعاراتهم ويثقون فيه لكنه قد يفقد اصوات الجيل القديم اوالحرس القديم لانه غير معروف لدى الكثيرين منهم خاصة الذين مارسوا الصحافة عند فتح مجال حريتها فى عهد ولد الطايع وهم غالبا لا يصوتون للشباب ويفضلون التصويت لابناء جيلهم باستثناءات نادرة

ابراهيم ولد عبدالله :

من نخبة الصحفيين الموريتانيين كفاءة وخبرة وتجربة شغل مناصب متقدمة فى الاعلام العمومي والحرمثقف ثقافة موسوعية مزدوجة عربية وفرنسية وشاعر جيد الشعر ويمتاز بالجراة فى الطرح

سيستفيد من اصوات جيل الاعلام العمومي والخصوصي سواء العربيين اولافرانكفونيين الاول بكل تاكيد لكنه قديخسر اصوات شباب الصحفيين خاصة فى الصحافة الالكترونية التى ليس على تماس مع عمالها

محمد سالم ولد الداه :

صحفي معروف جدا فى الاوساط الصحفية صاحب تجربة قوية وتاريخ نضالي مشهود وعلاقات واسعة محليا وعربيا وعالميا ويقدم نفسه باعتباره مرشح التيار القومي الناصري وهو ما يؤهله للحصول على دعم الصحفيين ذوى التوجهات القومية العربية لكن تاريخ محمدسالم مع الصراعات داخل المشهد الاعلامي المحلي قد ينفر منه بعض الذين خاضوا معه تلك الصراعات حتى وان اصبحت جزء من الماضى ومن الأكيد أنه سيحصد أصواتا من داخل مؤسسات الاعلام العمومي والخصوصي معتمدا على باع طويل فى الاحتكاك بمختلف الصحفيين عبر أجيالهم المتعاقبة

أحمدسالم ولد المختار السالم :

النقيب الحالي شخصية معروفة محليا ويعمل فى الاعلام الحكومي وصاحب خبرة وتجربة طويلة وعلاقات واسعة ويحظى لاخلاقه باحترام زملائه قد يستفيد من دعم زملائه فى الاعلام الحكومي وبعض الصحفيين المستقلين وربما يحصل على اصوات بعض الافرانكفونيين كونه صحفيا مفرنسا بالاساس

الشيخ بكاي:

صحفي معروف لدى كل الموريتانيين باعتباره مراسلا ل ا لبى بى سي واشتهر بتغطيته لاحداث 89 الاليمة حيث ساعد فى نقل جزء من صورتها حاول الاعلام الخارجي طمسه فوضع المستمع العربي فى صورة ماجرى فى تلك الايام الرهيبة وعمل فى الصحافة الالكترونية ايضا وهو صاحب تاريخ نظيف
ينظر اليه باعتباره قوميا ناصريا ولانه غير محتك بالاجيال الجديدة من الصحفيين فانه قد يكتفى باصوات جيلين على الاقل من الصحافة الرسمية والحرة

توماد منت جدو:

سيدة طموحة تسعى للفت الانتباه لوجود نساء عاملات فى الصحافة من حقهن التنافس على منصب النقيب واضافة تاء مربوطة له
ليست معروفة لدى معظم الصحفيين لكن حسبها ان تحظى بتصويت بعض زميلاتها خاصة من يعرفنها فى الصحافة الحرة

أربع ملاحظات /

1 الترتيب اعتباطي ولا علاقة له باهمية المرشح ومكانته اودرجتهما ومن وردت اسماؤهم هم الذين اعلنوا ترشحهم وفق بيانات موثقة فقط


2 بالنسبة لمدى قرب كل مرشح من النظام اوبعده منه ينبغى القول بامانة ان معظم المرشحين مدعومون ولوسرا من طرف جهات نافذة فى النظام درجة ان بعض شخصيات النظام تخوض حملات على استحياء لصالحهم وهو امر طبيعي فالنقابة والحكومة خرجتا من "مشكاة" واحدة
3 للاسلاميين وجود قوي فى المشهد الاعلامي المحلي بكل تسمياته وحتى الآن لم يعلنوا مرشحهم لمنصب النقيب واغلب الظن انهم لن يدفعوا بمرشح يخصهم وإنما ينتظرون لمعرفة المرشح القوي لدعمه بضمانات خاصة اوبدونها


4 يخضع الانتخاب فى نقابة الصحفيين لنفس معايير بقية الانتخابات المحلية رئاسية كانت ام بلدية فالتحالفات القبلية الجهوية العرقية العشائرية ستكون الورقة الاكثر ربحا فى النهاية وان منع الفقر مرشحى النقابة ومنتسبيها من لعب ورقة "المال الانتخابي" وبالتالى فمن الرومانسية الاعتقاد بان الكفاءة والمهنية والنظافة والتجربة والخبرة والتوجه السياسي اوالفكري تلعب اي دور فى تسمية نقيب الصحفيين القادم

 

نقلا عن صفحة المدون حبيب على الفيس

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122