اختتام مهرجان براعم الأطفال بقرية التيسير (صور)

2016-04-21 07:39:00

الحصاد - اختتمت مساء أمس الأربعاء 20 إبريل نيسان فعاليات الطبعة الأولى من مهرجان براعم المديح المقامة في قرية التيسير 3.5 كلم شمال مركز تكنت الإداري في الجنوب الموريتاني بحضور متنوع متميز.

.

بدأت فعاليات المهرجان بتأطير مع الشبل الحاج كبيرو من معهد الشيخ الهادي ولد سيدي مولود فال للدراسات الإسلامية والتكوين المهني في تنبيعلي ليحيل الكلام إلى مدير المهرجان السيد أبو محمد ولد محمد الحسن الذي شكر المشاركين من مشايخ وزوايا صوفية وهيئات علمية وشخصيات سياسية وإعلامية ومريدين ومحبين وقال:

 

"أنتم الليلة في ضيافة قرية التيسير: دوحة المجد والمُـثـُـل والقيّم المعرفية.. حيث يبلغ العلم النافع أوج ازدهاره.. فينهل منه طلاب العلوم الشرعية والعربية من كل القارات والجنسيات والإثنيات.. وحيث يسافر المؤلف الشنقيطي ليلج إلى المقررات العلمية في المناهج التعليمية بالجامعات الإسلامية الدولية، فيترجم إلى لغات عالمية، ويتم تصفحه عبر شبكة الانترنيت من رفوف مكتبة الكونكرس الأمريكي.

هنا -أيها السادة الحضور- محظرة التيسير إذ تزهو عقيدة الأشعري، ويزدهر تصوف الجنيد، ويتألق فقه الإمام مالك.. أما هناك أو هنالك فثمة محاظر وزوايا وطلاب وأتباع ومحبون إلى غير ذلك من الفروع والامتدادات الطبيعية.
فباسم علماء وأساتذة وطلاب هذه المحظرة العتيدة، وباسم ساكنة هذه القرية التليدة، أزف لكم من صميم القلب مرحبا وأهلا وسهلا..

اسمحوا لي إذن، باسمي وباسم المشاركين في النسخة الأولى من "مهرجان براعم المديح" أن أثمن لكم عاليا تجشمكم عناء السفر رغم انشغالاتكم الجمة، وأن أشكر لكم حضوركم معنا الليلة في كنف هذا السرح العلمي العريق".

وأردف مدير المهرجان متحدثا عن أهمية العناية بالاطفال والنشء:

"تدركون جيدا أن مرحلة الطفولة تحتاج أكثر من غيرها إلى المزاوجة بين العنصرين بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، فأطفال اليوم هم أجيال المستقبل وهم أمانة في أعناق الآباء والمربين في عالم تتعدّد فيه أنواع التفاعلات والتأثيرات، وتتشابك فيه العلاقات، وتتنامى فيه العوامل والوسائل المؤثرة في تربية الإنسان، وتوجيه سلوكه، وصياغة شخصيته".
ثم عرج على الحديث عن أهداف المهرجان فقال:

"لم يأت "مهرجان براعم المديح" ليضيف رقما جديدا إلى قائمة المهرجات الوطنية أو الدولية ذات الصلة، وإنما ليحقق مجموعة أهداف، منها:
تنشئة جيل مقتنع بقيّمه، مكمل لجيل وارث للقيم الحميدة،

 

تفجير الطاقات الابداعية عند الأطفال اليوافع ما بين الـ 7 إلى 13 من العمر عندما تبدأ تصوراتهم عن العالم المحسوس في التشكل،

معالجة محبة النبي صلى الله عليه وسلم من زاوية حداثية،

تقوية لحمة الأخوة والتعايش والسلم بين المكونات والإثنيات.

خلق فسحة ثقافية غير مصنفة المصدر،

 

بناء جسور للتبادل والتعاطي في شبه المنطقة التي تتقاسم نفس المنهج العقدي (الأشعري الجنيدي)، علما بأننا في هذا الصدد سندعو أطفال الطرق الصوفية في شبه المنطقة للمشاركة في نسخ "مهرجان براعم المديح" القادمة،
جمع وتدوين موسوعة مدائح نبوية على شتى الوسائط،

إعادة الاعتبار لدور المحظرة التقليدي في تربية وتهذيب النشء.."

قبل أن يرحب بالبراعم المشاركين في المهرجان والذين يمثلون:

- معهد الشيخ الهادي ولد سيدي مولود فال بتنبيعلي،

-  زاوية الشيخ محمد الأمين الجكني بمحروسة بلحراث،

- محظرة تندغيدسات،

- قرية الصفرة التابعة لكنكوصة،

-  محظرة آده في باميره،

- محظرة آبه العلم في انتفاشيت،

بعد ذلك أحال الحاج كبيرُ الكلام إلى الشبل محمد اليدالي ولد أبو محمد الذي تولى تنسيق فقرات المهرجان.

ليقوم بالربط والتنسيق بشكل أعجب الحاضرين

اليدالي بعد أن نسق فقرات المهرجان أعاد الكلام إلى الحاج كبير الذ دعا الشبل بابا الأمين ولد الشيخ محمد الحافظ ولد الجكني (من زاوية بلحراث بولاية لعصابة) ليقرأ رسالة براعم المديح التي نوردها كاملة لأهميتها:

رسالة براعم المهرجان

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من بـُـعث رحمة للعالمين،

سادتنا الأفاضل، بعد ما تستحقون من شكر على ما تجشمتم من عناء السفر إلى مهرجاننا الميمون، يسعدنا أن نـُـحَمـّــلكم برسالة تشكل بالنسبة لنا صرخة ضمير وطني بات يتألم لما يرى ويسمع يوميا من تصرفات ومواقفَ ورؤى لا تخدم استقرار ووحدة، وحتى وجودَ هذه البلاد التي لا ملجأ لنا منها إلا إليها.

رسالتنا أيها الأفاضل نريدها شاملة، موجهة إلى الكل، تتساوى في ذلك القمة والقاعدة، تتساوى فيها الخاصة والعامة، السياسيون والحقوقيون والإعلاميون، الموظفون والعاطلون، السود والبيض، الأعراق والجهات...

إننا نحن الأطفال ندعوكم إلى أن تـُـبَـلــّــغوا الكل أن مواطنينا يحتاجون، أكثر من أي وقت مضى، إلى رش لهب الخلافات بماء الرحمة والتقارب والمحبة، من أجل بناء صروح مستقبل يعمه السلام..

إن أطفال المهرجان، من هذه القرية العلمية، يناشدون الفاعلين بأن يسعوا جديا إلى ترسيخ كل ما من شأنه زيادة لحمة الموريتانيين، وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه توسيع الفجوة وتعميق الشرخ في نسيجهم ولحمتهم.

إننا كأطفال اليوم، نريد أن نعيش رجالا في غد ديدنــُـه العدالة والإنصاف، لا سيّـدَ فيه إلا العدل، ولا مشاغل فيه غير التنمية، ولا عدو فيه غير بؤر التخلف وأسبابه.

إن عليكم، آباءنا الكرام، بيضاً كنتم أم سوداَ، أن تساعدوا جيل أطفال اليوم على العيش مطمئنين في بلاد خالية من المنـزلقات، واقفة على أساس من العدالة قويم، نابذة التقوقعَ، ساعية إلى الانفتاح، رافضة الانقسام، سالكة دروب التنمية والرفاه، وفق مبادئ دين واحد هو الإسلام، وتحت علم واحد، ونشيد واحد، وقيم واحدة.

قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
براعم المديح

موقع الحصاد استطلع آراء عينات من الدكاترة الجامعين وكبار العلماء والدعاة والمثقفين (من مختلف الجهات والأعمار) فاعربوا عن إعجابهم وتثمينهم للمهرجان وانبهارهم باللمسة السحرية التي طبعته.

هذا وقد شهد المهرجان حضور إعلاميا وطنيا ودوليا كبيرا فإلى جانب الجزيرة نت والجزيرة مباشر كانت قناتي الساحل ودافا حاضرتين وإذاعة موريتانيا ومواقع تكنت والساحة والحصاد والرائد والشروق ميديا.

يذكر أن مهرجان براعم المديح (مهرجان سنوي) هو الأول من نوعه وطنيا ودوليا.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122