تأبين: الشوق والسلوان أيها الراحل الكبير/ د. ناجى محمد الامام

2016-03-15 01:49:00

شوق و سلوان بقلب واحد         شيآن ما اجتمعا لدى إنسان
والقلب سرّ الله في إنسانه           قد يجمع السلوان بالأحزان

.


نعم ... بلَى ... جيري
لقد رحل القلب الجميل برحيل صاحب العقل الراجح و الفكر الثاقب و الشعر الرائق مالئ الدنيا ـ على رحابتها ـ وشاغل الناس ـ على اختلافهم فيه وعليه ـ من الحي اللاتيني ، إلى مساقط المزن في تيرس ...عبوراً بكل الأحياء في كل الحواضر العالمة أو جُلِّها ...عنيتُ المغفور له بإذن الله أحمد بابا أحمد مسكه..

فتشتُ في ذاكرتي واستمطرت الأوصاف و النعوت في ما أعرف ـ على ضحالته ـ من أم اللغات الأعرابية ، فما وجدتُ ما يُجزئ ، فاكتفيت بالعنوان التالي: (رجل القضية و الرجل القضية)
وتحت هذا العنوان وحوله سأتناول ـ إن شاء الله تعلى ـ ما أعرف عن هذا الإنسان الفريد في مساره ومسيره و مصيره، وفاء لعلاقة ممتدة مع الأسطورة ، قبل معرفة الرجل، التي جاءت متأخرة بفعل فوارق السن و الموقع و الموقف ، منذ أول لقاء عابر في فندق فينيسيا على شط بيروت أيام الحرب الأهلية ، إلى العمل المشترك في اليونسكو مطلع التسعينيات ، أيام المد العالم/ثالثي وطرد الصهائنة من المنظمات الأممية الموازية و نظرية " النظام العالمي الجديد في الإتصال " التي كان أحد روادها.
أما بعدُ،،،
فإن تقدير الأفذاذ لا يعني الاتفاق المطلق معهم ، كما لا يفيد ،بالضرورة ، الخلاف الكامل معهم ،بل يتعدى ذلك إلى الاتفاق عليهم كقيمة فكرية إنسانية مغايرة لا مختلفة ، وتلك ـ لعمري ـ خصلة يفتقر إليها الكثير من أصحاب نظرية "اللونين " التي تكرس الشعار القاتل القائل : أنا و من بعدي الطوفان.
أيها الراحل العظيم لولم تُوَّرِّثْ سوى البيتين أعلاه لكفياك للخلود في إضبارة الأبدية..
تغمدك الله برحمته يابن أبي زيد.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122