الوراثة والمكتسب/ بقلم: محمدٌ بن التمين

2016-02-14 06:50:00

اطلعت على حلقة من (تاريخ موريتانيا الإيجابي) الذي تكتبونه امتثالا لأمر العلامة الولي الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه، كانت هذه الحلقة عبارة عن ترجمة للعلامة المختار بن أشفغ موسى اليعقوبي،

.

وقد أعجبت كثيرا بما جاء فيها، لقد أجاد كاتبها وأفاد، جزاه الله خيرا؛ توقفت في هذه الكتابة على جملة (من آتاهم الله في القضاء فصل الخطاب) وهذه الجملة معززة بالمقولة المسندة للولي اتشغ أوبك، عندما كان يشتم بطون بناته ويقول لحنانه والدة المختار فيك رائحة القضاء؛ وقول العلامة الولي محمد بن احمد يوره (فولدن كل مجاهد ومشاهد سر الغيوب وكل قاض أنبل )؛ هذه المقاطع من هذا النص – وغيرها- كونت لدي إشكالية، تتعلق بظاهرة القضاء في الأسرة الموسوية، هل هي مكتسبة كما هي العادة؟ أو هي وراثية؟ كما أشار إلى ذلك نادرة زمانه: محمد بن أحمد يوره، وغيره من الثقات، لماذا هذه الأسرة وحدها يقترن أسمها بالقضاء من بين القبائل التي كانت تعيش معها في فضاء واحد؟   لا شك أنه كان في هذه القبائل من هو أغزر علما من الموسويين، ولكن لا نجد من بينها من اقترن اسمه بالقضاء كما وقع مع الموسويين، و مع محدودية عدد أفرادها لا أجد مثيلا لها في انتشار القضاء، ففي تقليد المنطقة كان كل شخص من الموسويين يعتبر قاضيا، يرجع إليه في التقاضي، كان من بينهم أحمد فال يكتب في توقيعه: القاضي أحمد فال بن القاضي محمذ فال إلى سبعة جدود، كانت أحكام القضاة تنهى إليهم لتزكيتها، أو أن تنقض مثل ما وقع عند أمير الترارزة العادل اعلي بن محمد الحبيب، وذلك حين حكم القاضي على رجل قتل زوجته بالقصاص، فنقض احمد فال الحكم بقوله:

الزوج إن يكن لزوجة

 إلا إذا كان له منها ولد

وقتله كذا أنظره في    

 

  فالقتل ثابت عليه في الملل    

فينتفي القود عن أبي الولد

كبير (مخ) لدى كجرحه يفي                    

 

    وكذلك عند أمير آدرار العادل: احمد بن امحمد، عندما حكم علماء المنطقة بتحريم بنت ارشيد على زوجها لكور، وكان الأمر في غاية الأهمية عند الأمير، وبعد ما فرغ من علماء البلد، أرسل إلى امحمد بن الطلبه الموسوي، الذي نقض الحكم، حيث قال: مسلت بنت ارشيد ألكور  جهلوها والل ذاك اعلاه  كالوا عنها ما تصور هاذو الطلب إالنالله، (النص الكامل في حاشية مقدمة ديوان امحمد بن الطلبه)

وكان من بين الموسويين من تم اعتمادهم قضاة  من طرف الأنظمة المتعاقبة في البلد، وكذلك امتد عطاؤهم إلى أن وصل خارج الوطن: فمنهم قضاة اعتمدوا في المملكة المغربية بلغ عددهم أـربعة شهد لهم بالكفاءة في مجال القضاء؛

لا أريد التوسع  في هذا الموضوع  وأترك المجال لكاتب النص المتعلق بحياة المختار بن الفغ موسى،  فهو جذيلها المحكك، وذلك لما شاهدت فيه من صدق وطول باع في البحث، فهو جدير بشفاء الغليل في هذا المجال، مع أنني لا أغلق الباب دون أي باحث في هذا الموضوع، ولأهمية الموضوع لدي أعيد السؤال: القضاء في الموسويين هل هو مكتسب؟ أو هو هبة من الله يتوارثها الأجيال؟       

                                  وفقنا الله وإياكم، وسدد خطانا وخطاكم.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122