انتشرت فى بعض مناطق البلاد في الاونة الاخيرة كما هو معتاد في مواسم الخريف أنواع من الحمى اختلطت فيها الملاريا بالتيفوئيد بحمى الضنك، لتظهر  حالات من حمى الوادي المتصدع موزعة على نقاط متفرقة من البلاد مصدرها حيوانات مصابة

.

ممااأستدعى من وزير الصحة قطع زيارته للخارج ليقود خلية أزمة قامت بكل ما يلزم للتصدى للمرض وهو مامكمن من تحديد نوعية الحمي و اتخاذ الاجراءات المناسبة  فى وقت قياسي.

وإنتشار الأمراض والأوبئة حالة طبيعية عرفتها البشرية قديما وحديثا، وهى تأتى مع تضافر عوامل مناخية وجغرافية وسلوكية وتبعا لمستوى التنمية الإقتصادية والإجتماعية للبلدان.

وحسب الخبراء فإن أنواكشوط بواقعها المعقد بدءا من عقليات سكانها وإنتهاء بحجم ساكنها ووضعية البني التحتية للصرف الصحى فيها  تشكل أرضية مثلى لإنتشار مسببات العدوى وتكاثرها، خاصة خلال فصل الخريف.

إن هذا المرض لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فعلى مدى سنوات وعقود كانت أنواكشوط وبقية البلاد على موعد كل عام مع أمراض وأوبئة -تبعا للمواسم- أودت بحياة أعداد  من المواطنين خاصة من الفيئات الهشة ، نتذكر الكوليرا، الحصبة، شلل الأطفال، السعال الديكي، السل الرئوى والملاريا وأنواع من الحميات النزفية.

والمفارقة أن مستوى الوفيات بحمى هذه الأيام لا يقارن بأعداد الوفيات بأي وباء من هذه الأوبئة فى السنوات الماضية، وذلك بفضل يقظة المسؤولين الصحيين وتفانى الفرق الطبية التى تسهر الليل والنهار وتجوب البلاد متعقبة الحالات المعلنة، متحملة الضغط النفسي والبدنى معرضين أنفسهم لمخاطر العدوى والإصابة.

وبدل الإشادة والتشجيع إذا بمجموعات سياسية معروفة الأسماء والانتماء تدخل على الخط مستغلة معاناة مرضى أبرياء لتحقيق أجندات مختلفة منها السياسي العام ومنها محاولة تسوية حسابات سياسية خاصة مع وزير الصحة نتيجة موقفه السياسي الموالي للرئيس وربما لأدائه السياسي في الحملات السياسية الأخيرة _البرلمانية والرئاسية –التي كان في مواجهة مباشرة خلالها مع تلك المجموعات.

إن بحث المعارضة عن إنجاز ما، بعد سلسلة الهزائم المتتالية جعلها تتوهم أن ظهور مرض ما فى موسمه الوبائي يمكن أن يكون لها حصان طروادة تلج به إلى داخل حصن النظام.

إن من مغالطات بعض الإعلام تصوير الجماعة التي اقتحمت مكاتب وزارة الصحة وهاجمت العاملين في ديوان الوزير بالعصي والبيض -هم مواطنون بسطاء أو أنهم شباب عاديون فيما هم مجموعة معروفة لها منطلقاتها ومراميها السياسية المحددة، ومثل هؤلاء لا تحركهم مشاكل المواطنين ولا أوجاعهم بل تحركهم أوامر الحزب أو الجماعة.

إن إختيار وزارة الصحة بالذات ليس عفويا بل هو استهداف لأحدي القطاعات الحيوىة التي تشهدا تطورا فى الأداء علي أمتداد التراب الوطني، ولا بأس فى هذا المقام أن نذكر ببعض هذه الإنجازات،على سبيل المثال لا الحصر.

ففى مجال المصادر البشرية، تم استحداث أربع  مدارس للصحة العمومية داخل البلاد واكتتاب 2194 موظفا  طبيا منهم 45من الأطباء الاخصائيين وأكثر من 350 من الاطباء العامين واطباء الاسنان والصيادلة.

3صيادلك سنان 69الاتالي

وفى مجال المنشآت الصحية تم بناء 55 منشأة صحية منها 6 مستشفيات و 20 مركزا صحيا و29 نقطة صحية وإعادة تأهيل 27 منشأة صحية موزعة ما بين المراكز الصحية والمستشفيات كما تم إنشاء مستشفيات متخصصة في أمراض الأورام السرطانية، القلب والأم والطفلو المعهد الوطني لأمراض الكبد الفيروسية، وتوفير أكثر من 200 وحدة تبريد مخصصة لدعم البرنامج الوطني للتلقيح إضافة إلى تعميم مصالح الكلى الاصطناعية (تصفية الدم) على كافة المستشفيات في عواصم الولايات.

ولتحسين ظروف نقل المرضى بين مختلف الوحدات الصحية و تسهيل معاينة المواطنين في المناطق المعزولة تم اقتناء 114 سيارة إسعاف و202 دراجة.

وفى مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها فقد شملت الانجازات القيام بأكثر من 33 حملة للتلقيح ضد شلل الأطفال والعديد من حملات مكافحة الحصبة والتهاب السحايا وإدخال اللقاحات المتعلقة بالتحصين ضد التهاب الكبد الوبائي "ب" و الالتهابات الصدرية والإسهالات الحادة فى اللقاحات الروتينية كما تمت توسعة تغطية برنامج التكلفة الجزافية إلى   25مقاطعة جديدة ليصل عدد المقطعات المستفيدة من هذا النظام 33 مقاطعة.

 

و لتسهيل ولوج المواطنين للخدمات الصحية فقد تمتتوسعة مستوى تغطية التأمين الصحي ليشمل جميع المؤسسات العمومية والخصوصية والمتقاعدين حيث وصل عدد المستفيدين 356873 مواطنا سنة 2014 مقابل 245229 سنة 2010.

ان هذه الانجازات حرية بان تستفز مجموعات التي سئمت من أيجاد صدي لخطابها عبر منابرها التقليدية فلجأت إلي هذه الأساليب الجديدة، مستخدمة  هذه المرة أقنعة لكنها في النهاية مكشوفة و لن تنطلي علي أحد، والثابت أن الزبد يذهب هباء وأن ما ينفع الناس وحده يبقى فى الأرض.

 باب ولد الطالب أعمر