حمى ميدان ساحة ابن عباس/ الأستاذ: محمد سالم ولد بمب !!

2015-10-19 04:01:00

في الوقت الذي كانت فيه السلطات الصحية والطواقم الطبية تواصل الليل بالنهار من أجل معالجة الأشكال المختلفة للحمى التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين المواطنين، تتكفل بشكل كامل بحالات الحمى النزيفية وترسل وتستقبل عينات الحالات المشتبهة ،وترصد الموارد المالية

.

وتعيد توزيع الطواقم الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية لضمان مداومة دائمة خلال هذه الفترة، وتتخذ التدابير الوقائية لإيقاف انتشار هذه الحميات أو تحجيمها، في هذا الوقت بالذات، وفي تصعيد عملي لما ظهر من حملات التشويه والتهويل الدعائي عبر صفحات المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، أقدمت عصابة من المجرمين المأجورين يوم 7 من الشهر الجاري على اقتحام مكتب وزير الصحة ورمي مراجعي الوزارة وموظفيها بالبيض الفاسد وكتابة شعارات التهويل التي تتمني السوء لبلادنا على سيارته،الأمر يظهر إفلاس الآمرين بهذا الفعل القبيح المدان وسذاجة منفذيه،إلى الحد الذي يسمح لنا بافتراض أن الأمر يتعلق بظهور مؤشرات وأعراض لنوع جديد من الحمى والهلوسة،يحلم المصابون به أنهم أمراء مناطق وولايات،وأحيانا ملوكا ورؤساء،وأن كل ذلك تم لهم نتيجة حرائق شاملة ومجازر أبادوا خلالها كل من يتصورون أنه يمكن أن يقف في وجه أحلامهم،وأحيانا يتوهمون أن البيض الفاسد في أيديهم يمكن أن يتحول إلى دبابات وراجمات صواريخ تدك حصون وقصور الأعداء.ومثل هذه الأعراض عصية على التشخيص،لكنها شبيهة جدا بما عرف سابقا<بحمى ساحة ابن عباس>،التي ربما داعب الخيال الحاملين لفيروسها أنهم يستطيعون استغلال ظروف انتشار الحميات الأخيرة وطرق التصدي لها، من أجل خلق مناخ مناسب لإستئناف حرائق الفوضى المهلكة من مدخل مكتب وزير الصحة هذه المرة، بعد أن رفضت ساحة ابن عباس أن تكون منطلقا لها، في سنة ماضية،في مناخ دولي وإقليمي بعيد من الملاءمة آنذاك ،مؤكدة بذلك أن ساحة يصلها آذان أول مسجد في عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية،لا يمكن أن تستجيب لدعوات الفتنة وعصيان الشرعية.

وكما فشل المصابون <بحمى ساحة ابن عباس> لله الحمد،بالأمس في اختيار التوقيت المناسب والمكان الملائم،في إدخال بلادنا في مستنقع العنف وتفجير الحرائق التي لا تبقي ولا تذر،فإن اختيارهم اليوم لمكاتب وزارة الصحة واعتمادهم سلاح رمي البيض الفاسد على الموظفين والمراجعين، يتضح أنه الأكثر فشلا وأرتكاسا،لأكثر من سبب،أولها أن معاناة المواطنين جراء هذه الحميات ليست المدخل السهل الذلول،لأنهم ببساطة يثقون في الله ويبتهلون إليه آناء الليل وأطراف النهار أن يرفع هذه الحميات وكافة أشكال البلوى عن شعبنا وبلدنا،ويثقون بعد ذلك في نظامنا الصحي الوطني،ويأملون تطويره باستمرار ليستجيب لكل التحديات،فهؤلاء المواطنون،يتجهون إلى المستشفيات والمراكز الصحية الوطنية،ويتناولون المتاح من الأدوية والعلاجات،ويتضرعون إلى الواحد الأحد الشافي من كل الأمراض أن يمن عليهم بالشفاء والعافية،ويتمنون لغيرهم السلامة والعافية،ويعلمون علم اليقين أن من يتمنى لبلده كل بلده النزيف لا قدر الله لا يتصور أن يأتي الخير على يديه،وأن هؤلاء المواطنين لا يعلقون أملا على<المستشفيات الميدانية> لهواة الفوضى المهلكة،أما  السبب الثاني،فيعود إلى أن المواطن المنصف، غير المصاب بحمى الإرجاف،يدرك من تجربة السنوات الأخيرة والعمل الجاري اليوم أن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز والحكومة لم يدخروا جهدا في تطوير منظومتنا الصحية الوطنية، ويكفي على سبيل المثال لا الحصر أن نستعرض بعض المنجزات المحققة فعلا داخل القطاع الصحي من 2009 إلى نهاية 2014،منها على وجه الخصوص بناء55 منشأة صحية جديدة،منها 6 مستشفيات و20مركزا صحيا و29 نقطة صحية،بالإضافة إلى بناء كلية للطب مجهزة،تخرجت منها الدفعة الأولى من الأطباء  واستحداث 4 مدارس للصحة العمومية داخل البلاد،وكذلك تم إنشاء مستشفيات متخصصة في القلب والأورام السرطانية وأمراض الأم والطفل وعهدا وطنيا لأمراض الكبد الفيروسية طور الإنجاز،و تعميم مصالح الكلى الاصطناعية(تصفية الدم) على كافة المستشفيات في عواصم الولايات،واقتناء 114 سيارة إسعاف جديدة لتسهيل نقل المرضى،كما توسيع مستوى تغطية التأمين الصحي،لينتقل من245229 مؤمن سنة 2010 ليصبح 356873نهاية 2014 ،يضاف إلى كل هذه المجهودات توفير الخدمات الصحية المجانية للفقراء في مصالح الحالات المستعجلة على امتداد التراب ومرضى تصفية الدم وأمراض الكبد الفيروسية وحالات الأوبئة وتوفير الأدوية بصفة مجانية لأمراض السل والملاريا والسيدا والأمراض السرطانية.

أعرف أن هذه الأرقام والمعطيات منجزات شاهدة،يتمتع المواطنون بخدماتها وثمارها،ونحن لم نذكرها في هذا المقام إلا لنقدمها كجرعة أولية لتخفيف بعض الأعراض الجانبية عن المصابين <بحمى ساحة ابن عباس>،ولا يجوز أن يفهم ذكرنا لهذه المعطيات أنه تقليل من شأن المعاناة الشديدة للمواطنين وأنا أحدهم جراء هذه الحميات الأخيرة،صرفها الله عن بلادنا بمنه وفضله،ولكنه وضع للأمور في نصاب العدل والإنصاف بدل مسلك تمني السوء للبلد ومحاولات التخريب والإرجاف،ومن بين ما ينبغي أن تسارع السلطات المعنية إلى معالجته لخلق بيئة صحية ملائمة،ضرورة استئناف حملة ردم كافة المستنقعات المتبقية داخل بعض المقاطعات،وإغلاق جميع الحنفيات العمومية المجاورة للسكان،و التي تنتشر حولها برك المياه الناقلة للمستنقعات،وضمان انتظام تنظيف المحيط الحضري للسكان،والبدء بحملة شاملة لتعبئة المواطنين في الحضر والقرى وعلى مستوى الأرياف من أجل الفصل بين مساكنهم ومرابض الحيوانات،هذا بالإضافة إلى تسريع وتيرة اقتناء المعدات المخبرية اللازمة لتمكين بلادنا من الاستقلال في هذا المجال واستحداث مراكز صحية مستقلة مجهزة في كل ولاية معدة لاستقبال الحالات الوبائية التي لا يمكن التكهن بمكان أو زمان انتشارها،كل هذه المسائل وغيرها نعلم أن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحكومة المهندس يحي ولدحدمين يمتلكون العزم والإرادة القوية لتحقيقها،سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الرشد والتوفيق ويجنب البلاد والعباد كافة أشكال الحمى وأن يحصنها من كافة دعاة العنف والتخريب

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122