هل بات تقسيم الأقصى أمرا واقعا؟

2015-09-06 03:43:00

 

تزايدت خلال الأسبوعين الأخيرين التحذيراتمن تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.

.

وما يعزز جدية هذه التحذيرات وجود تجربة سابقة هي تقسيم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، الذي اقتُطع أكثر من نصفه لصالح المستوطنين، فضلا عن إغلاقه بالكامل أمام المسلمين في الأعياد اليهودية.

وتمنع قوات الاحتلال منذ أسبوعين النساء من دخول المسجد الأقصى في الساعات المخصصة لاقتحامات المستوطنين، فيما يواصل الاحتلال ممثلا بمؤسساته الأمنية فرض إجراءات أحادية، رغم أن إدارة المسجد مسؤولية أردنية.

وفي غياب هبة جماهيرية واسعة سواء فلسطينيا أو عربيا أو إسلاميا، حذر متابعون من تقسيم مكاني بتخصيص أماكن من المسجد لليهود خاصة في الأعياد اليهودية خلال الشهرين الجاري والقادم.

فرض الإجراءات
ووفق معطيات نشرها مركز القدس للدراسات الإسرائيلية اليوم فإن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى من المستوطنين بلغ خلال الأسبوع الماضي 293 مستوطنا، مشيرا إلى مضي حكومة الاحتلال في تطبيق "التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، للأسبوع الثالث على التوالي".

وأوضح أن سلطات الاحتلال أغلقت طوال الأسابيع الماضية بوابات الأقصى، منذ الصباح حتى الساعة الحادية عشرة صباحا أمام النساء والسواد الأعظم من الرجال، مضيفا أن الشرطة الإسرائيلية "تمضي في تنفيذ مخطط التقسيم بهدوء".

وحذر مدير مركز القدس علاء الريماوي من "استمرار الصمت على التقسيم الزماني" منتقدا "حالة الصمت الرسمي والشعبي" وفق ما جاء في التقرير الأسبوعي للمركز الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه.

من جهته، أكد المحاضر بجامعة بيرزيت والمختص بتاريخ القدس الدكتور جمال عمرو أن حكومة الاحتلال منحت الشرطة في الأقصى صلاحية تطبيق ما تراه من إجراءات داخل المسجد دون مرجعية قانونية أو تشريعية، وهو ما يراه سيؤدي لتطبيق الفصل وساعات اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين، بحجج أمنية.http://www.aljazeera.net/App_Themes/SharedImages/top-page.gif

وأوضح أن الشرطة حددت الفترة الزمانية من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة منه، وبين الواحدة والثانية والنصف بعد الظهر لاقتحامات المستوطنين والسياح الأجانب, دون الأخذ بعين الاعتبار صلاحية الأردن ورعايتها للمكان.

وفي انتهاك واضح للرعاية الأردنية للأماكن المقدسة، أوضح الأكاديمي الفلسطيني أن الاقتحامات تتم برعاية الجيش والشرطة وبذرائع أمنية ودون ضوابط، مبينا أن الاحتلال "تفرد بعد انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 في عملية الدخول إلى المسجد".

وقال إن دخول السياح الأجانب قبل هذا التاريخ كان يتم بترتيب أردني وبزي محتشم، خلافا لما عليه الوضع اليوم حيث يدخل المستوطنون والسياح الأجانب عنوة وبلباس فاضح وتصرفات مشينة، محذرا من تقسيم فعلي ومكاني للمسجد خلال الأعياد في الشهر الجاري والقادم.

وأشار عمرو إلى قرار سابق للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية اعتبر فيه باحات المسجد الأقصى باستثناء مبنيي المسجد وقبة الصخرة المسقوفين أماكن تخضع للسيادة الإسرائيلية.

وعلمت الجزيرة نت أن العشرات من حراس المسجد الأقصى توجهوا مؤخرا إلى الأردن لحضور دورة في الدفاع المدني، وهو ما جعل متابعين يربطون بين هذه الاستعدادات وتزايد تهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة بتنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد.

تطمينات الأوقاف
من جهتها تطمئن دائرة الأوقاف في القدس المسلمين والمقدسيين بأن المسجد لن يقسم. وقال مدير الأوقاف عزام الخطيب "إن المسجد لن يقسم" موضحا أن الاحتلال بدأ يخفف قيوده على المصلين، وأن مزيدا من المعلومات بهذا الشأن سيعلن عنها قريبا.

ومع ذلك قال إن الاحتلال يتحكم بشكل أحادي منذ عام 2003 في دخول السياح واقتحامات المستوطنين خلافا لما كان متبعا قبل ذلك من قبل الأوقاف منذ عام 1967.

وأوضح أن الأوقات كانت تحدد فترة لزيارة السياح تحت إشرافها وبضوابطها وليس بضوابط المستوطنين، لكن الاحتلال يتفرد اليوم في حركة الدخول والخروج دون تنسيق أو موافقة الأوقاف.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122