من روائع شـــعر الحكمة لابن دريد

2015-06-07 18:48:00

لاسلامة من الخلق ولانجاة من الموت,,, لكن لندع علامة دهره ولغوي زمانه: محمد بن دريد الأدي صاحب المقصورة التي سارت على ألسنة أهل الأدب وإن كانت المقصورة تلك ليست موضوع حديثنا لأن موضوعنا هو:السلامة من الناس وصعوببها فلنترك الشاعر يفسرلنا ويحدثنا بأبيات وقصيدة في نفس الموضوع حيث قال :

.

 

وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِما-ً==  وَلَوْ أنَّهُ ذَاكَ النَّبِيُّ المُطَهَّرُ

فإنْ كانَ مقداماً يقولونَ أهوجُ-وَإِنْ كَانَ مِفْضَالاً يَقُولُونَ مُبْذِرُ

وإنْ كانَ سكيتاً يقولونَ أبكمُ- وَإِنْ كَانَ مِنْطِقياً يَقُولُونَ مِهْذَرُ

وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً- يَقُولُونَ زَرَّافٌ يُرَائِي وَيَمْكُرُ

فَلاَ تَحْتَفِلْ بِالنَّاسِ فِي الذَمِّ وَالثَّنَا-وَلاَ تَخْشَ غَيْرَ اللَّهِ فَاللَّهُ أَكْبَرُ_

2 القصيدة هي:

أَرَى النَّاسَ قَدْ أَغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيَبة -ٍ وَغَيٍّ إِذَا مَا مَيَّزَ النَّاسَ عَاقِل ُ

وقدْ لزموا معنى الخلافِ فكلهم-ْ إِلى نَحْوِ ما عَابَ الخليقَة َ مَاِئل

إما رأوا خيراً رموهُ بظنة ٍ- وإنْ عاينوا شراً فكلٌّ مناضلُ

وليسَ امرؤٌ منهمْ بناجٍ منَ الأذى- وَلاَ فِيهِمُ عَنْ زَلَّة ٍ مُتَغَافِلُ

وإنْ عاينوا حبراً أديباً مهذباً- حسيباً يقولوا إنهُ لمخاتلُ

وإنْ كانَ ذا ذهنٍ رموهُ ببدعة ٍ- وسموهُ زنديقاً وفيهِ يجادل ُ

وإنْ كانَ ذا دينٍ يسموهُ نعجة- ً وليسَ لهُ عقلٌ ولا فيهِ طائلُ

وإنْ كانَ ذا صمتٍ يقولونَ صورة-مَمَثَّلَة ٌ بِالعِيّ بَلْ هُوَ جَاهِلُ

وإنْ كانَ ذا شرٍّ فويلٌ لأمهِ -لِمَا عَنْهُ يَحْكِيَ مَنْ تَضُمُّ المَحَافِلُ

وإنْ كانَ ذا أصلٍ يقولونَ إنما- يفاخرُ بالموتى وما هوَ زائل ُ

وَإِنْ كَان مَجْهُولاً فَذَلِكَ عِنْدَهُمْ-كبيضِ رمالٍ ليسَ يعرفُ عاملُ

وإنْ كانَ ذا مالٍ يقولونَ مالهُ- منَ الســـ حْتِ قَدْ رَابَى وَبِئْسَ المَآكِلُ

وإنْ كانَ ذا فقرٍ فقدْ ذلَّ بينهمْ حقيراً مهيناً تزدريهِ الأراذل-ُ

وإنْ قنعَ المسكينُ قالوا لقلة ٍ- وشحة ِ نفسٍ قدْ حوتها الأناملُ

وإنْ يكتسبْ مالاً يقولوا بهيمة ٌ -أَتَاهَا مِنَ المَقْدُورِ حَظٌ وَنَائِل ُ

وَإِنْ جَادَ قَالُوا مُسْرِفٌ وَمُبَذِّرٌ- وإنْ لمْ يجدْ قالوا شحيحٌ وباخل

و إنْ صاحبَ الغلمانَ قالوا لريبة ٍ -وإنْ أجملوا في اللفظِ قالوا مباذل

وإِنْ هَوِيَ النِّسْوَانَ سَمَّوهُ فَاجِراً- وَإِنْ عَفَّ قَالُوا ذَاكَ خُنْثَى وَبَاطِل ُ

وَإِنْ تَابَ قَالُوا لَمْ يَتُبْ مِنْهُ عَادَة ٌ-ولكنْ لإفلاسٍ وما ثمَّ حاصل ُ

وإنْ حجَّ قالوا ليسَ للهِ حجهُ- وَذَاكَ رَيَاءُ أَنْتَجَتْهُ المَحَافِلُ

وإِنْ كَانَ بِالشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ لاَعِباً-ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا مداخلُ

وإنْ كانَ في كلِّ المذاهبِ نابزاً -وَكَانَ خَفِيفَ الرُّوحِ قَالُوا مُثَاقِل ُ

وَإِنْ كَانَ مِغْرَاماً يَقُولُونَ أَهْوَج-ُ وإنْ كانَ ذا ثبتٍ يقولونَ باطل ُ

وإنْ يعتللْ يوماً يقولوا عقوبة ٌ- لشرِّ الذي يأتي وما هوَ فاعل ُ

وَإِنْ مَاتَ قَالُوا لَمْ يَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهِ -لما هوَ منْ شرِّ المآكلِ آكل ُ

وما الناسُ إلاَّ جاحدٌ ومعاندٌ- وذو حسدٍ قدْ بانَ فيهِ التخاتلُ

فلا تتركنْ حقاً لخيفة ِ قائلٍ- فإنَّ الذي تخشى وتحذرُ حاصلُ".

 

من صفحة الأستاذ: محمد سيدى على الفيس

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122