ندوة ثقافية حول التعليمين النظام والمحظرى بالمركز الثقافي المغربي

2015-03-12 07:57:00

نظم المركز الثقافي المغربي بنواكشوط أمس ندوة ثقافية تضمنت محاضرتين الأولى تحت عنوان: " التعليم النظامي في موريتانيا الواقع والآفاق " ألقاها الأستاذ: الديماني ولد محمد يحي  االثانية والثانية حول "حاضر المحاظر"  ألقاها الأستاذ: محفوظ ولد الفتى

.

الندوة افتتحها مدير المركز الدكتور محمد القادري بكلمة قيمة رحب فى مستهلها بالحضور مثمنا دور نادى القصة الذى ينتمى إليه المحاضران فى الإسهام الدائم فى تنشيط الساحة الثقافية قبل أن يفسح المجال للمحاضر الأول الديماني ولد محمد يحيى  ،وهو مستشار في الخلية الوطنية للتقويم ،الذى استهل مداخلته بإبراز مكانة المنظومات التربوية في بناء الدول واستقرارها والمحافظة على خصوصيتها الثقافية ، بعد ذلك قسم المحاضرة إلى ثلاثة  محاور ، هي :

1 ـ أهم انجازات قطاع التربية والتعليم خلال الفترة الماضية

2 ـ أهم الاختلالات التي ظهرت في المنظومة التربوية للبلد خلال نفس الفترة .

3 ـ الآفاق المستقبلية وأهم ما يبعث فيها على الأمل

وقد ختم المحاضرة ببعض التوصيات رأى أنها قد تساعد إذا ما طبقت، في وضع قطار التربية في البلد على سكته .

1 ـ في الشق الأول بين المحاضر أن من أهم ما حققه النظام التربوي الوطني حتى الآن هو الاتساع الأفقي ، وقد أعطى بعض الأرقام للدلالة على ذلك ؛ حيث تضاعفت أعداد التلاميذ والطلبة والمدرسين ، وكذلك أعداد هيئات الإيواء والمدارس وحتى مؤسسات التعليم العالي ، والجدول التالي يوضح بعض تلك الأعداد خلال السنة المنصرمة 2014:

المرحلة

عدد المؤسسات

عدد الدارسين

عدد المدرسين

التعليم ماقبل المدرسي

659

30399

164

التعليم الأساسي

4296

592249

15990

التعليم الثانوي

485

177267

7079

 

كما ذكر بعض الأرقام المشجعة فيما يتعلق بالتكوين المهني والتعليم التقني ، بالإضافة إلى أرقام معتبرة تحققت في التعليم العالي ، حيث تجاوزت الأعداد في جميع مراحل التعليم تقريبا الأهداف المحددة في الخطة العشرية ( 2001-2010 ) .

2 ـ أما في شق المحاضرة الثاني ؛ قفد تناول المحاضر  ما قال عنه بالحرف "نصف الكأس غير المليء حتى لا أقول الفارغ " ، وفي هذا الجانب ؛ ذكر بأن هناك العديد من العوامل تضافرت لتشكل عائقا أمام كفاءة النظام التربوي الوطني ؛ " فقد كانت جل الاصلاحت التي قيم بها ارتجالية ؛ كما لم توفر لها الوسائل المساعدة على تطبيقها في الوقت المنساب على الأقل ( في السنة الدراسية 2004-2005 ، لم يكن كتاب التلميذ للصف الأول إعدادي المتعلق بإصلاح 99 قد طبع بعد ، كما أن وسائل الإيضاح المناسبة للمقاربة بالكفايات نادرا ما توجد ، إضافة إلى أن الاكتظاظ الحاصل في الأقسام لا يتناسب مع تطبيق هذه المقاربة ؛ كما أن عدم فهم غالبية المدرسين ، بل والمشرفين التربويين لهذه المقاربة ، كان له الأثر السلبي على النتائج ) .

وهكذا خلص المحاضر إلى بعض النتائج المقلقة فيما يتعلق بالنظام التربوي الوطني نذكر منها :

ـ  30.4في المائة من التلاميذ يتسربون قبل السنة السادسة الابتدائية، ما يجعلهم عرضة للعودة إلى الأمية .

ـ نسبة النجاح في الشهادة الإعدادية في حدود 22 في المائة غالبيتهم لم يحصلوا على 10/20

ـ نسبة النجاح في الباكلوريا ظلت في حدود 12 في المائة .

3 ـ وفي الشق الأخير من المحاضرة ذكر الأستاذ : الديماني ولد محمد يحي ، أن من أهم ما يبشر على مستقبل التعليم هو أن الكل يتفق على أنه يحتاج إلى هبة وطنية لانتشاله مما ظل يعاني منه طيلة الفترات السابقة ، كما أن دعوة السيد رئيس الجمهورية إلى جعل 2015 سنة للتعليم سيكون مفيدا هو الآخر، خاصة  إذا ما استغل استغلالا إيجابيا من طرف المشرفين على النظام التربوي .

وقد ختم المستشار محاضرته  بجملة من التوصيات رأى أنها قد تفيد في إصلاح التعليم في البلد ، وقد جعل على رأس هذه التوصيات ما قال عنه بالحرف :

السعي إلى تحديد الصفات الضابطة للمشروع المجتمعي الذي نطمح إليه من خلال مدرستنا، وفي هذا الإطار اقترح المحاضر تغيير هيكلة المرحلة الابتدائية، بحيث تتم هيكلتها على النحو التالي :

ـ الحلقة الأولى ومدتها أربع سنوات ويسجل فيها الأطفال من 4 إلى 8 سنوات ، ويدرس فيها القرآن الكريم واللغات الوطنية ، بالإضافة إلى مبادئ الحساب .

ـ الحلقة الثانية  ومدتها أربع سنوات كذلك تتوجه بشهادة ختم الدروس الابتدائية .

كما أوصى كذلك بحل مشكل لغة التدريس ، بحيث تستجيب لضرورة تدريس الأطفال بلغتهم الأم .، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لمهنة المدرس ومراجعة الخريطة المدرسية .

أما المحاضر الثاني فقد تحدث عن حاضر المحاضرة وهذا نص محاضرته:

حاضــر المحاضــر

 

       أبدأ معكم هذا الحديث بمختصر من الكلام على مفردتيْ عنوانه المصاغ في بنيته النحوية  بكونه مبتدأ مضافا محذوف خبر مقدر، مع ما يجوز فيه من تأويلات نحوية أخرى.

       وبما أن مفردة ((حاضر)) ذات بداهة في دلالتها على الواقع أو الحال، فلن أقف عندها كثيرا قبل الدخول في صلب موضوعها.

       أما مفردة (( المحاضر)) فهي التي أرى قسطا من الوجاهة للتمهيد بالوقوف عند بعض  من أوجه دلالتها.

        هذه المفردة  أو اللفظة  ترد حينا بالظاء (محاظر)  التي هي جمع محظرة، وترد حينا بالضاد (محاضر) التي هي جمع محضرة.     

       وممن رأيته يجمع، ابتداء، بين ظائيتها وضاديتها  فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه في محاضرة له ألقاها في الملتقى الدولي الاول للتراث الثقافي الموريتاني بنواكشوط سنة 1999م، ولكنه خلص، بعد التمهيد، لإيرادها بالظاء في متن المحاضرة. وكذلك الاستاذ الخليل النحوي في باب المحاضر من كتابه (( بلاد شنقيط المنارة والرباط))، ولكنه خلص، بعد التمهيد، لإيرادها بالضاد.

      ولما تأملت كلام الشيخين بدا لي أن لكل من الظائية والضادية  وجاهة في تسمية هذه المؤسسة الأهلية، فمن بنى على حلولها في حظيرة من أغصان الشجر أو غيرها، أو على حظر الأقوال والأفعال  المنافية لرسالتها، سماها ((محظرة))، ومن بنى على حضور المشايخ والطلاب في مقرها، حظيرة كان أو غيرها، سماها ((محضرة)) . وإني، إذ أوردها بالضاد في هذا العرض، لا أفعل ذلك ترجيحا وإنما تجنبا للخلط.

      يقول الاستاذ الخليل النحوي، معرفا بالمحضرة في ص. 53  من كتابه السالف الذكر،إنها: ((جامعة شعبية بدوية متنقلة تلقينية، فردية  التعليم، طوعية الممارسة)). وأعتقد أنه إن لم يكن تعريفا جامعا مانعا فإنه، على الأقل، كاد يكون.

       وكما تعلمون فإن أهم مقررات المحضرة هي القرآن والحديث وعلومهما والعقيدة والسيرة النبوية والفقه وأصوله واللغة والأدب ومتعلقاتهما والطب والحساب والفلك. كما لا يخفى عليكم أن ما  لبلدنا هذا من انتماء عربي إسلامي، قائم بنيانه على أساس المحضرة. ولا خلاف بين العقلاء في أن بقاء  البنيان وثباته مشروطان  ببقاء وثبات أساسه.

       وللإسهام في التذكير بقيام انتمائنا المجسد لهويتنا على المحضرة، أقول إنه لم يكن لأهل هذه  البلاد من القبائل الصنهاجية وغيرها  دين إسلامي ولا لسان عربي  قبل أن تكون صحراؤهم هذه، ابتداء من أوائل القرن الثاني الهـجري تقريبا،  ممرا للقوافل ووجهة للقليل من الدعاة القادمين من الشمال الإفريقي، لأن صنهاجة التي يقول معظم كبار المؤرخين بعروبتها، قد غلب عليها لسان البربر بعد الهجرة  اليهم والإقامة بينهم.

        وعلى الرغم من دخول الاسلام  الى هذه المنطقة، وازدهار مدينة((أوداغوست))، في القرن الثاني الهجري، كعاصمة لها على بعض من الاسس والمظاهر الاسلامية، فقد بقي  إسلام القوم على قدر من السطحية،  ولسانه العربي غيرَ حاضر بقدر يذكر في حياتهم. وبقي الحال هكذا حتى الثلاثينيات من القرن الخامس الهجري ونشأة  دولة المرابطين   في قصتها المعروفة حيث بدأت المحضرة، على يد الشيخ عبد الله بن يس وظهيره الجهادي يحيى بن إبراهيم، تصحح وتعمق، شيئا  فشيئا، معتقد القوم، وتقوّم سلوكهم الاسلامي، وتفرض ممارسة شعائرهم، وبعض معاملاتهم باللسان العربي،  وإن بقي هذا اللسان، لفترة، أكثر حضورا في الأوساط النخبوية على نحو ما أوضحه وعلله الأستاذ عبد الله بن  احميده في كتابه: ((الشعر العربي الفصيح في بلاد شنقيط ــ مبحث في النشأة والأصول)).

      ظلت المحاضر تتقدم  كمًّا وكيفاً في عهود  المرابطين والموحدين والمرينيين  حتى مقدم بني حسان أوائل القرن التاسع الهجري حاملين،  بطبعهم، دفعا ملحوظا  لعملية التعرب  والأسلمة، إن جازالتعبير، قبل أن ينضم العديد منهم إلى القبائل الزاوية في البلد.

        وعلى مدى القرون الثلاثة التالية ظلت الهوية العربية الإسلامية  لهذا البلد تقوى وتعم حتى بلغت أوج قوتها وشمولها عشية مجيء الاحتلال الفرنسي أوائل القرن الرابع عشر الهجري، العشرين الميلادي، وعلى مدى حقبة التقوي والشمول تلك، كانت أحوال الإلف  والسلم بين الناس قائمة على أساس من الإسلام  في قالبه  العربي، كما كانت  أحوال  الجفاء والحرب بينهم قائمة، في مفهوم أطرافها، على دواعي أو مبررات شرعية إسلامية لأن  الاسلام، بمعتقده وسلوكه، وثقافته، أصبح المعيار الوحيد المقبول لدى عامة الناس، وإن حدثت أخطاء في مدى الأخذ بمقتضيات  هذا المعيار بما له من مبادئ ومقاصد كفيلة، لو التزمت كما ينبغي، بالنجاة مما حدث.

       على كل حال فقد قوبل  الاحتلال الفرنسي برؤية رافضةٍ آخذةٍ  بوجوب جهاد الدفع، وأخرى متقبلة مجتهدة في ما تراه مصلحة للناس عن طريق الموازنة بين مسالمة الاحتلال ومحاربته على ماله من تفوق كبيرفي العُدة والعتاد. وهي رؤية من الوثائق التي تفصلها، إلى حد ما، رسالتان معروفتان إحداهما من الشيخ سيدي باب إلى الشيخ سيدي محمد بن حبت، أوردها د. إزيد بيه بن محمد محمود في ملاحق تحقيقه لكتاب: ((إمارتا إدوعيش ومشظوف))؛لمؤلفه الشيخ سيدي باب. أما الرسالة الأخرى فهي من الشيخ سعد بوه إلى شقيقه الشيخ ماء العينين؛ وقد أوردها الاستاذ الطالب أخياربن الشيخ مامينا في الجزء الثاني من كتابه ((... علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي)).

        وبناء على ما أمدّتْ به المحضرة  أصحاب رؤية الجهاد من ثقة بالنفس واعتماد عليها، كانت رؤيتهم هي الراجحة لدى الكثيرين .. وعلى الرغم مما ألحقه المحتل من أذى بالناس، وما كان له من استقرار نسبي وموقت على هذه الأرض، فقد جعله الجهاد، بثقافته الدينية وسلاحه الحي، يدرك تمام الإدراك  أن لهذا البلد من خصوصيات ومميزات ما يجعله عصيا على حملات الاخضاع بالقوة والمسخ بثقافة الاجنبي، وقد صرح العديد من رجال الاحتلال بذلك  في مذكراتهم وتقاريرهم عشية الاستقلال الذي يأبى بعضنا اليوم إلا أن يعتبره مجرد منحة و منة من المحتل.

       من الإشارات التي لها دلالة على وفرة ثمار المحضرة وجودته، قيام البرتلي رحمه الله  قبل أزيد من مائتي عام، بتأليف كتابه المعروف ((فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور)) الذي عرَّف فيه بأزيد من مائتي عالم  انتقاهم من علماء البلد، كما يفهم من سياق العنوان، فهم بمقتضاه أعيان الأعيان أو خاصة الخاصة، زد على ذلك ذكرَه في المقدمة أنه لم يترجم لمن لم يقف بدقة على أخباره من جملة أولئك العلماء.

        وإذا كان الأمر كذلك في زمن لم تكن فيه الكتب والورق وغيرها من وسائل التعلم، متوفرة كما هي بعد ذلك إلى اليوم، فلنتصور كم  ضاعفت المحضرة أعداد علمائنا لله الحمد.

         ومع قناعتي بجدوى وضرورة الأخذ بوسائل التعلم الحديثة، فإني أدعو إلى التمسك بلوح الخشب، ودواة الحجر، وقلم الثمام، مستحضرا قول ابن حنبل الحسني رحمه الله:

عـــمْ صباحاً  أفــلحتَ كـلّ فلاح        فيكَ يا لــوحُ لم أطع ألفَ لاح

أنتَ يا لوْح صـــاحبي وأنيســي        وشفائي مـن غُلتي ولــواحي

فانتصاح امـرئ يروم اعتياضي        طلب الوفر منك شرانتصــاح

بـك لا بالثـــرا  كــلفــت قـــديما        ومُحــياك لا وجـــــوهِ الملاح

       وفضلا عن جدوى الأدوات التقليدية، على بساطتها، فإن ما يكون لها من رمزية وقيمة تاريخية وحضارية في حياة الأمة باستخدامها على مدى الثلاثة أو الأربعة آلاف سنة مثلا ليس كما يكون لها باستخدامها على مدى الخمسمائة أو الألف سنة.

       لم تزل المحضرة، بما لها من معارف وقيم، حافظة، وإن بمشقة، لهوية البلد وهي تواجه في ذلك حملات الاقصاء والتهميش التي لا نراها سياسة أو توجها رسميا لدى الأنظمة التي حكمت البلد، منذ الاستقلال حتى الآن، بقدر ما نراها نتيجة لفعل مجموعات ضغط إدارية ارتبطت، على نحو ما، بلغة وثقافة الاحتلال الذي حارب المحضرة  على مدى الستين عاما التي أمضاها على هذه الأرض.

       لقد أُريد للتعليم الحديث، القائم في كثير من جوانبه  على محددات أجنبية، أن تقوم عليه وحده الدولة المستقلة حديثا ولكن لم يكن لذلك أن يتم في شعب تميزت هُويته وانطبعت بطابعها العربي الاسلامي على مدى طويل من القرون والأحقاب، فكان  لخريج المحضرة ما كان من حضور اضطراري  بارز في قطاعات العدل والإعلام  والشؤون الاسلامية، مع ما له من حضور محدود ومتفاوت في بقية القطاعات.

       وقد لوحظ أن خريج المحضرة الذي لم يسبق له أن برح الصحراء، لم يواجه عقبة تذكر في تسييره الإداري فضلا عما يفترض فيه من جدّ وإخلاص بحكم تكوينه المحضري. ولقد تعززت هذه المزية بأعداد من خريجي محاضر معصرنة دون مساس بجوهرها ورسالتها، كمدارس الفلاح  التي أسسها المرحوم الحاج محمود با  سنة 1941م، ومدارس بني عامر التي أسسها المرحوم الاستاذ محمد الامين الشيخ سنة 1963م  ومعهد ابن عباس القائم منذ سنة 1984م بإدارة الاستاذ محمد فاضل بن محمد الامين، حفظه الله. هذا بالاضافة إلى المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية القائم منذ سنة 1978م، والذي يعتبر مؤسسة حكومية.

        في إحصاء قام به أحد الخبراء الدوليين، وأورده الخليل النحوي سنة 1987م في كتابه السالف الذكر، يقدَّر مجموع المحاضر في نصف البلاد تقريبا  بـ 500 محضرة، بمعنى أن يقدرمجموعها في كامل البلاد حينئذ بـ 1000 محضرة، يمكن بالتقدير الجزافي، الاعتقاد بزيادتها  بالضعف على  مدى الثلاثة عقود الاخيرة، وإن كنا نعلم أن تلك الزيادة لم تسلم دوافعها وممارساتها، في حالات كثيرة، من النفعية  والمضايقة على نحو ما يحدث اليومَ للأسف في بعض المسَاجد.

       وعلى كل حال فانه، بإنشاء إذاعة القرآن الكريم  وقناة المحظرة مؤخرا، يشهد أداء المحاضر تطورًا كبيرًا في تيسير المعارف وتعميمها.

      وانطلاقاً من مسلمة الشرطية ــ بالنسبة لنا ــ في النهوض بعموم المشروع التنموي بتكامل التعليمين الأصلي والعصري، أعتقد أن من أولويات  إصلاح قطاع التعليم  أن يكون لكل من مادّتيْ التربية الاسلامية واللغة العربية معدل مرتفع، يُشترَط على الطالب الموريتاني، في كل شُعب التعليم، تحصيلُه في مختلف مراحل التجاوز والتخرج.

         فهذا الإنسان  الذي عليه وحده رهان المسار التنموي الناجح، لا يمكن انتفاعه أو تقدمه بعلوم العصر التي لاغنى عنها في عالم اليوم، إلا على أساس من التمسك بمعتقداته ومعارفه  وقيمه الحضارية حتى يكون له شعور بأن لوجوده معنى ساميا يعيش له ويضحي من أجله.

           وعلى كل حال فإن المحاضر التي نريد لها أن تكون أساسا أو منطلقا لهذا التكامل في إطار آمن وناهض من الأصالة والمعاصرة،  يشير حاضرها، في بعض جوانبه، إلى  آفاق مستقبلية واعدة إن شاء الله تعالى.

            شكرا لكم والسلام عليكم.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122