ندوة حول التعاون الأكاديمي المغربي الموريتاني في مجال صيانة وتثمين التراث الحساني : النشر نموذجا

2015-03-10 06:47:00

احتضنت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي مساء أمس ندوة ثقافية تحت عنوان:  " التعاون الأكاديمي المغربي الموريتاني في مجال صيانة وتثمين التراث الحساني : النشر نموذجا " نشطها الدكتور رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والدكتور أحمد مولود أيده ولد الهلال، الأستاذ الباحث بجامعة نواكشوط.

.

الندوة حضرها السيد محمد بن مبارك القائم بالأعمال فى السفارة المغربية وجمهور كبير من الأكاديميين والباحثين والمؤلفين إضافة إلى عدد من طلاب جامعة نواكشوط.  وتضمنت الندوة عرضا قيما قدمه الدكتور رحال تحدث فيه عن أهداف ونشاطات مركز الدراسات الصحراوية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعن نشره مجموعة من الأبحاث العلمية القيمة لمؤلفين موريتانيين في مختلف المجالات الأدبية والتاريخية والدينية وغيرها، الأمر الذى مكن من خلق تواصل ثقافي وعلمي بين الشقيقتين موريتانيا والمغرب، وكذا نقل نتائج المجهودات العلمية للباحثين الموريتانيين إلى أشقائهم المغاربة وأيضا إلى باقي المهتمين بمجالات العلوم الإنسانية في منطقتنا المغاربية والعربية وإلى باقي الباحثين الأجانب.

 

وتطرق الدكتور رحال إلى التجربة الرائدة التي يطلع بها مركز الدراسات الصحراوية فى حفظ وصيانة وتثمين التراث الحساني من خلال النشر، وتقديمه لأوسع جمهور ممكن، ليتعرف على الكنوز المعرفية والجمالية التي يحتويها.

وكانت الندوة قد افتتحت بكلمة هامة لرئيس المركز الدكتور محمد القادري رحب فى مستهلها بالحضور مقدما السياق الذى تتنزل فيه الندوة. وهذا نص كلمة المدير:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي المصطفى الكريم

وعلى آله وصحبه أجمعين

 

حضرات السيدات والسادة

يطيب لي أن أتوجه إليكم جميعا كل واحد باسمه وصفته، دبلوماسيون وأساتذة جامعيون وباحثون ورجال إعلام وطلبة، بخالص الشكر والتقدير على حسن تلبيتكم لدعوة الحضور معنا في هذه الأمسية الثقافية لنستمع ونتابع ونناقش موضوعا آخرا من المواضيع العلمية والثقافية والبحثية التي ينظمها المركز بالتعاون مع مختلف المؤسسات العلمية والمراكز الدراسية والجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي وكذا مع مختلف الفاعلين الثقافيين بموريتانيا.

وأتوقف هنا لكي أشكر بشكل خاص الدكتور أحمد مولود أيده ولد الهلال، الأستاذ الباحث بجامعة نواكشوط ومدير مركز الدراسات الصحراوية بآطار، الذي كان له الفضل في التعاون مع المركز والتنسيق معه لتنظيم هذه المحاضرة القيمة، بعد أن تم تنظيم محاضرة قدمها الدكتور حمادي هباد، في شهر ديسمبر الماضي حول موضوع يهم أيضا التراث الحساني الذي توليه المملكة المغربية اهتماما كبيرا سواء من لدن الجهات العمومية أو الخاصة، وذلك حتى يتم الارتقاء به إلى المكانة التي يستحقها كجزء من التراث الثقافي المغربي الغني والمتنوع، من خلال الحفاظ عليه وصيانته وتثمينه ونشره وتعميمه.

وها نحن اليوم، نتشرف باستقبال أحد الأساتذة المغاربة الباحثين المتميزين وهو الدكتور رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي عبر مشكورا عن استعداده لإلقاء محاضرة بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، على هامش زيارة العمل التي يقوم بها لموريتانيا في إطار التعاون بين جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة نواكشوط وأيضا بين مركز الدراسات الصحراوية الذي يديره ومركز الدراسات الصحراوية بآطار الذي يشرف عليه الدكتور أحمد مولود أيده ولد الهلال.

وقد كان اختيار موضوع هذه المحاضرة وهو " التعاون الأكاديمي المغربي الموريتاني في مجال صيانة وتثمين التراث الحساني : النشر نموذجا " ، مشتركا بين الجميع، بالنظر لكونه يندرج في صميم المجهود الذي يبذله مركز الدراسات الصحراوية بالرباط في نشر الأبحاث العلمية والأدبية والدينية لمؤلفين معروفين في الساحة العلمية والثقافية الموريتانية، حيث بلغ عدد الكتب المنشورة إلى عشرة كتب لحد الآن، وهو مجهود مشكور سيساهم في تمتين التعاون بين البلدين في مجال النشر والتوزيع، كما أنه يترجم على أرض الواقع ما تم الاتفاق عليه في إطار البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والعلمي بين البلدين الموقع في إطار الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة المنعقدة بنواكشوط يوم 24 أبريل 2013، إذ تنص المادة الرابعة عشر من البرنامج التنفيذي الخاصة بالتعاون في مجال الكتاب والخزانات والمحفوظات على ما يلي:

" .....بحث سبل النشر المشترك وتبادل الخبرات في مجال صناعة الكتب." وكذا الفقرة الثانية من نفس المادة التي تنص على  " ...تبادل المعلومات والخبرات ....في مجال صيانة المخطوطات التراثية."

إذن عملية النشر هذه، التي يقوم بها مركز الدراسات الصحراوية هي تفعيل ملموس لمقتضيات هذا الاتفاق من جهة، ومساهمة قيمة لصيانة وتثمين هذا التراث المشترك الزاخر من جهة أخرى، سيكون لها بدون شك أثر إيجابي على التعريف بالكنوز المعرفية للتراث الحساني على مستوى آفاق أرحب، في منطقتنا المغاربية بل وعلى المستويين العربي والعالمي عموما.

أجدد الشكر للدكتور رحال بوبيرك والدكتور أحمد مولود أيده ولد الهلال، كما أشكر كل الذين تكرموا وتفضلوا بالحضور معنا لإغناء هذه الأمسية الثقافية .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122