بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله وسلم على النبي الكريم

في الحلقة الأو لى من هذه السلسلة طرحنا عدة أسئلة تتمحور حول أسباب تغييب المحاظر وما دة الشريعة الإسلامية في المناهج المقترحة من طرف لجنة المنتديات بالإضافة إلى إهمالها للغة التدريس .وعدم إدراج توصيات المشاركين في الصياغة النهائية لتقرير اللجنة .

وفي هذه الحلقة نطرح سؤالين اثنين:

.

الأول: متى فكرت لجنة المنتديات في إلحاق محور عن  التعليم الأصلي ؟

الثاني: ما هي الجهة المسؤولة عن إعداد العرض المتعلق بهذا المحور الجديد ؟

ولتوضيح مدلول السؤال الأول؛ نُذكِّر بأن اللجنة الوطنية المكلفة بهذه المنتديات، في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته بمقرها يوم الثلاثاء 7 فبراير 2012م، والذي عرضت فيه أهدافها وخطة عملها، بعد ثلاثة أشهر من تنصيبها؛ لم تذكر التعليم الأصلي من بين المحاور السبع المسندة إلى لجنة الخبراء الوطنيين المكلفين بإعداد التصور حولها !

وبعد سبعة أشهر وخمسة أيام من الدراسة والتحضير؛ انطلقت أعمال الورشات الجهوية للمنتديات يوم 14 يوليو 2012م من أجل مناقشة الوثيقة التي أعدتها اللجنة كورقة عمل  لهذه الورشات، وقد تضمنت سبعة مواضيع ليس من بينها التعليم الأصلي.

وفي صبيحة يوم الأربعاء 1 أغسطس 2012م انطلقت  بانواكشوط الورشات المتخصصة للمنتديات، التي  عهد إليها بمراجعة الوثيقة المعدة من طرف اللجنة وخبرائها، والتقارير الواردة من الورشات الجهوية، ومساهمات الشخصيات المرجعية والهيئات المهتمة، وذلك من أجل إعداد استراتيجية وطنية وخطة عمل، ستكون موضوع تقويم ومصادقة من طرف المشاركين في المنتديات العامة التي  ستنظم لاحقا.

وانطلاقا من المسار  المتقدم فإن السؤال يظل واردا:

متى  فكرت لجنة المنتديات في إضافة محور التعليم الأصلي؟!

ولتوضيح مدلول السؤال الثاني نفيد القارئ الكريم بأن العرض الذي قُدم تحت عنوان:

"التعليم الأصلي ومحو الأمية وتعليم الكبار"؛

 اقتصر على  التعريف  بقطاع التعليم الأصلي  والهيئات التابعة  له من محاظر ومساجد ومعاهد ..........  إلخ،

بالإضافة إلى  عدد  من الإحصائيات والجداول تعود في مجملها  إلى مطلع سنة  2011م، أي قبل  تنصيب اللجنة الوطنية بما يقارب السنة.

ومن الملفت للانتباه أن هذا العرض تضمن فقرات ذات دلالات عميقة، يجدر بالقارئ المتأمل أن يتنبه لها، ويمعن النظر  فيها المرة تلو المرة ؛

* منها قوله معلقا على المعاهد الأهلية: "ولا توجد معلومات كافية توضح مداخيلها ومخرجاتها وتأثيراتها".

* ومنها قوله في الكلام  على البرامج والكتب في معاهد التكوين المهنية: "ومن شبه المؤكد أنه لا توجد كتب البتة، أما البرامج  فهي إن كانت موجودة فلعلها موضوعة من قبل المدرس وتختلف  باختلافه".

* ومنها قوله في  باب المتابعة والتقييم: "لا توجد في علمنا جهة مسؤولة في القطاع عن المتابعة والتقييم  للخطط المطروحة والبرامج المنفذة من القطاع لتحقيق الأهداف المنوطة به، وهو ما أدى إلى ضبابية النتائج وغطى على مكامن الخلل وحال  دون تقييم التجارب".

هذه الفقرات المشككة وما شابهها؛ تجعلنا بالفعل  نتساءل  عن  الجهة المسؤولة عن إعداد العرض المتعلق بالتعليم الأصلي!

عن مبادرة متابعة المنتديات

 

الأستاذ الباحث: أحمد فال بن أحمدُ الخديم