افتتاح كرسي علوم التربية بالمدرسة العليا للتعليم

2014-10-29 10:56:00

نظم بالمدرسة العليا للتعليم صباح اليوم الأربعاء حفل افتتاح "كرسي علوم التربية بالمدرسة العليا للتعليم" برئاسة مدير المدرسة العليا للتعليم د. محمد ولد خباز والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة د. اتويجري.

.

وقد حضر الحفل شخصيات من وزارتي التعليم العالي والثقافة ومن المهتمين بالثقافة والفكر وأساتذة وطلبة المدرسة العليا للتعليم.

وخلال كلمة المدير العام للأسيسكو في هذا الحفل، أشاد خلالها بدور وريادة المدرسة العليا للتعليم، التي قال إنها- بفضل ريادتها-خرجت العلماء والاداريين والمثقفين في مجال التربية والعلوم والذين هم أساس العملية التربوية بالبلد.

وقال إن ما تقوم به الأسيسكو ما هو إلا جزء بسيط من واجبها اتجاه بلد عزيز وعضو فيها، هو موريتانيا.

وأشار إلى أن تجارب الماضي أكدت إعطاء الأولوية للكماليات على حساب الأساسيات

وبخصوص الكرسي المحتفى به أوضح د. اتويجري أنهم في الأسيسكو ينتظرون الخطة التي ستقدمها لهم المدرسة العليا للتعليم، ليقوموا هم بتمويلها ودعمها.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن العالم الإنساني يواجه تحديات جدية، تهدد الإنسان والعمران.

وخلال حفل الإفتتاح ألقى المدير العام للمدرسة العليا بالتعليم: د. محمد ولد خباز كلمة هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين

السادة الوزراء؛

السيد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي؛

السادة الأساتذة الكرام أعلام الفكر والثقافة والتربية والعلوم؛

حضورنا الكريم؛

لقد أصبح من الثابت اليوم أن التعليم والتربية والتكوين تشكل الروافع الرئيسية لتأهيل الموارد البشرية، وتحفيز الحركية الاجتماعية، وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المندمج والمستدام؛ ذلك أن "المعرفة مفتاح القوة والقدرة" ومرتكز التمكين الفردي والمجتمعي، وسر نهضة الشعوب والأمم.

ولقد اكتشفت الدول المتقدمة في وقت مبكر، والدول الناهضة فيما بعد أن الاستثمار في التربية والتعليم يمثل عاملا حاسما في محاربة الفقر والتهميش، وتعزيز المواطنة النشطة، والوقاية ضد مخاطر الجنوح والعنف والتطرف.

وهذا ما يفسر – من بين أمور أخرى – المكانة التي يحظى بها البحث الأكاديمي في مجتمع المعرفة الحالي باعتباره المحرك الأساسي للمجتمعات الحديثة والقلب النابض لحضارة القرن الواحد والعشرين وما تزخر به من انفجار معرفي وتكنولوجي وهيمنة لتقنيات الإعلام والاتصال. فهي تلعب دورا محوريا في التكييف والاندماج الاجتماعي لليافعين والشباب وتوجيههم صوب النشاط الإيجابي البناء الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض، فضلا عن دورها في تنافسية الاقتصاد وحماية البيئة والنهوض بالمنظومات الصحية والأمنية وغيرها.

أيها السادة والسيدات؛

حضورنا الكريم؛

لقد كانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الإسيسكو، بتوجيه وإشراف من مديرها العام، صاحب المعالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري سباقة إلى إدراك هذه الحقائق، والعمل على تجسيدها وفق استراتيجية مستنيرة ومحكمة لنشر وتطوير التربية والعلوم والثقافة في مختلف فضاءات العالم الإسلامي وفي الأوساط الجامعية على وجه الخصوص.

ونظرة سريعة إلى الإصدارات التي أتحفت بها المنظمة المكتبات العربية ومراكز البحوث الأكاديمية كفيلة بإدراك الجهود الجبارة التي تم بذلها في مختلف الحقول المعرفية وشتى المجالات الفكرية لإرساء منظومة فكرية إسلامية متكاملة تتناول كافة القضايا المطروحة من منظور إسلامي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين العض بالنواجذ على ثوابت الأمة والانفتاح المرن الواعي والمسؤول على ثمار حضارة إنسانية كان للإسلام دور كبير في تشكلها وتطويرها.

وما الكراسي العلمية التي أخذت منظمة الايسيسكو في إقامتها بالعديد من البلدان الإسلامية وغيرها إلا آية أخرى على هذا التوجه المبارك المستنير. فقد أقامت كراسي للغة العربية والحضارة الإسلامية والتربية على حقوق الإنسان والحوار والسلام في موسكو بروسيا وروتردام بهولندا وباكو بأذربيجان وغيرها.

وها أنتم اليوم، سيادة المدير العام، تشرفون اليوم على افتتاح كرسي علوم التربية في المدرسة العليا للتعليم بانواكشوط، أعرق مؤسسة جامعية بموريتانيا، وريثة بلاد شنقيط؛ هذا الكرسي الذي يهدف إلى: • الإسهام في ترقية العمل التربوي تعلما وتعليما وبحثا

• تعزيز الكفاءات في مجال هندسة التكوين وإعداد مشاريع التكوين

وهذا الكرسي، والذى هو من أول الكراسى التى انشأتها منظمة الإيسيسكو فى علوم التربية  يعد بالتأكيد، معلمة بارزة في المسار الحافل الذي تضطلع به في مجال تعزيز البحث الأكاديمي الرصين، كما يعد بالنسبة لموريتانيا فرصة ثمينة لاستعادة مجد بلاد شنقيط في النهوض بالتربية الإسلامية ونشرها عبر الفضاءين الإقليمي والدولي.

ولا يفوتنى - معالي المدير العام - ان اقدر وأثمن تنقلكم وإشرافكم الشخصي على افتتاح هذا الكرسي ولما لذلك من الرمزية والوقار.

سدد الله على الدوام مسعاكم، وبارك في نهجكم المحمود المشرّف للأمة الإسلامية في هذا العصر الذي يتم فيه التراتب بين الأمم والبلدان، لا على أساس ما تمتلكه من خامات وموارد طبيعية، وإنما على أساس ما تستثمره في مواردها البشرية.

أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122